الأربعاء ٤ يناير ٢٠١٢
شارع الثورة - القاهرة
تسمرت مكاني .. صُدمت .. ولُذت بالصمت .. وشعرت ببرد داخلي .. وتملكني إحساس واحد
"احتاج أن يربت أي شئ علي كتفي ولو حتي قطرة مطر"
رأيت قد ما رأيت من نماذج كثيرة ومتنوعة من البشر .. وكنت دوماً أحمد الله إذ لم يكن بينهم "بلطجي" .. حتي ظهر لي..!ا
.. وكأن الله سبحانه وتعالي أراد أن يستكمل لي كل أنواع الإبتلاءات ليكثر ذكري له وحمدي وشكري
.. فالحمد لله إذن لأني أعلم بيقين أن العاقبة للصابرين
دارت برأسي الأفكار .. فكرة تلو الأخري .. وكلُُ في دائرة مُغلقة!ا
الحرامية .. إلي متي؟!ا
البلطجية .. إلي متي؟!ا
الفوضوية .. إلي متي؟!ا
إزاي فيه ناس كدا .. عايشة لكن ميتة ..!!ا
لا يشعرون .. لا يفكرون .. لا يتقون الله .. ولا يخافون..
فمن ألوم..؟
المشهد هز كياني هزة شديدة بنظرة واحدة في لحظة واحدة ..
زجاج السيارة مكسر "فتافيت" ومنتشر في كل مكان في الواحدة ظهراً ..
الباب مفتوح .. التابلو مفتوح .. الشنطة مفتوحة ..
وقد أخذ كل شئ .. ولم يترك لي شيئاً ..
أشياء غالية .. وأشياء مهمة .. وأشياء لها معني بحياتي ..
أخذ كل شئ .. وغاب ..
وأخذ معه اتزاني وأماني وجميل خصوصياتي ..
فتشت أول ما فتشت عن شئ ولم أجده .. فأصبت بقرصة في قلبي في الحال
رأيته قبل إرتكاب جريمته بلحظات ..
ولأن الله سبحانه وتعالي اعطاني موهبة الإحساس ..
فقد شعرت به .. وبانت لي نيته..
ولكن شئ ما -غالباً هو القدر- جعلني افتقد الدهاء للحظات ..
فرغم أنني لاحظت الفخ .. إلا أنني لم أعرف كيف الهروب منه
فمن ألوم..؟
الحمد لله .. لم اره أثناء إرتكاب جريمته .. ولكنني كدت أري بصماته في كل زاوية ..
وتصورته مثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ..
وحسبته مجرم .. لص عاصي وقاسي - الله يهديه
ومن الجائز أن يكون جائع أو عاطل ... والعلم عند الله وحده
فمن ألوم؟
دارت الأفكار برأسي من جديد ..
هل مثل هذه الهزة التي جربتها هي السبب الرئيسي وراء تحريم السرقة والترويع؟
وذلك لما تخلفه في النفس من أذي شديد ..
ماذا كان يمكن أن يحدث لو كنت رأيته وهو يرتكب جريمته؟
وهنا حمدت الله حمداً كثيراً ..
هل كان يراقبني؟
هل هناك سبب دفعه لإرتكاب مثل هذه الجريمة؟
كيف يمكنني إستراد أشيائي؟
هل فعلاً لابد أن يلجأ المجني عليه إلي البلطجية ليردوا له حقه- كما يصرح رجال الشرطة في الأقسام!!ا
كيف يمكنني أن ألملم نفسي واسترد دفئ الداخلي؟
ومن ألوم؟!ا
ووسط هذه الموجة من الأفكار والرهط من الأسئلة ..
أخيراً انتبهت إلي شئ .. لمسني .. وهزني ولكن هزة من نوع آخر .. هزني برفق ..
لقد أخذ كل شئ .. كل شئ ..
ولكن ..
ترك سي دي عليه سورة النور ..
طبعاً ... فالبلطجي لا يسمع سورة النور ..
وحتي لو سمعها أو قرأها لا يخاف منها وهي تقول بصريح الآية الكريمة
"وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم"
وإذا كان لا يخاف الله ..
فمن ألوم ..؟!ا
وترك مصحفي الصغير بالتابلو ..
وسجادة صلاة في الشنطة ..
هل أراد رب العالمين أن يربت علي قلبي؟
هل أراد عز وجل أن يوحي إليّ أنه هكذا سترجعين إليّ؟
ليس معك من الدنيا شئ إلا قرآنك وصلاتك (أعمالك) لأنها هي الباقية؟
هل أراد أن يعلمني ألا أتعلق بالأشياء أكثر من اللازم لأنها -ولابد- زائلة؟
وبدأ يعود الدفء الداخلي من جديد .. لكنه لم يكتمل بعد .. فمن ألوم؟!ا
أمام الله الحكم العدل رفعت دعواي .. فحسبي الله ونعم الوكيل
...
شارع الثورة - القاهرة
تسمرت مكاني .. صُدمت .. ولُذت بالصمت .. وشعرت ببرد داخلي .. وتملكني إحساس واحد
"احتاج أن يربت أي شئ علي كتفي ولو حتي قطرة مطر"
رأيت قد ما رأيت من نماذج كثيرة ومتنوعة من البشر .. وكنت دوماً أحمد الله إذ لم يكن بينهم "بلطجي" .. حتي ظهر لي..!ا
.. وكأن الله سبحانه وتعالي أراد أن يستكمل لي كل أنواع الإبتلاءات ليكثر ذكري له وحمدي وشكري
.. فالحمد لله إذن لأني أعلم بيقين أن العاقبة للصابرين
دارت برأسي الأفكار .. فكرة تلو الأخري .. وكلُُ في دائرة مُغلقة!ا
الحرامية .. إلي متي؟!ا
البلطجية .. إلي متي؟!ا
الفوضوية .. إلي متي؟!ا
إزاي فيه ناس كدا .. عايشة لكن ميتة ..!!ا
لا يشعرون .. لا يفكرون .. لا يتقون الله .. ولا يخافون..
فمن ألوم..؟
المشهد هز كياني هزة شديدة بنظرة واحدة في لحظة واحدة ..
زجاج السيارة مكسر "فتافيت" ومنتشر في كل مكان في الواحدة ظهراً ..
الباب مفتوح .. التابلو مفتوح .. الشنطة مفتوحة ..
وقد أخذ كل شئ .. ولم يترك لي شيئاً ..
أشياء غالية .. وأشياء مهمة .. وأشياء لها معني بحياتي ..
أخذ كل شئ .. وغاب ..
وأخذ معه اتزاني وأماني وجميل خصوصياتي ..
فتشت أول ما فتشت عن شئ ولم أجده .. فأصبت بقرصة في قلبي في الحال
رأيته قبل إرتكاب جريمته بلحظات ..
ولأن الله سبحانه وتعالي اعطاني موهبة الإحساس ..
فقد شعرت به .. وبانت لي نيته..
ولكن شئ ما -غالباً هو القدر- جعلني افتقد الدهاء للحظات ..
فرغم أنني لاحظت الفخ .. إلا أنني لم أعرف كيف الهروب منه
فمن ألوم..؟
الحمد لله .. لم اره أثناء إرتكاب جريمته .. ولكنني كدت أري بصماته في كل زاوية ..
وتصورته مثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ..
وحسبته مجرم .. لص عاصي وقاسي - الله يهديه
ومن الجائز أن يكون جائع أو عاطل ... والعلم عند الله وحده
فمن ألوم؟
دارت الأفكار برأسي من جديد ..
هل مثل هذه الهزة التي جربتها هي السبب الرئيسي وراء تحريم السرقة والترويع؟
وذلك لما تخلفه في النفس من أذي شديد ..
ماذا كان يمكن أن يحدث لو كنت رأيته وهو يرتكب جريمته؟
وهنا حمدت الله حمداً كثيراً ..
هل كان يراقبني؟
هل هناك سبب دفعه لإرتكاب مثل هذه الجريمة؟
كيف يمكنني إستراد أشيائي؟
هل فعلاً لابد أن يلجأ المجني عليه إلي البلطجية ليردوا له حقه- كما يصرح رجال الشرطة في الأقسام!!ا
كيف يمكنني أن ألملم نفسي واسترد دفئ الداخلي؟
ومن ألوم؟!ا
ووسط هذه الموجة من الأفكار والرهط من الأسئلة ..
أخيراً انتبهت إلي شئ .. لمسني .. وهزني ولكن هزة من نوع آخر .. هزني برفق ..
لقد أخذ كل شئ .. كل شئ ..
ولكن ..
ترك سي دي عليه سورة النور ..
طبعاً ... فالبلطجي لا يسمع سورة النور ..
وحتي لو سمعها أو قرأها لا يخاف منها وهي تقول بصريح الآية الكريمة
"وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم"
وإذا كان لا يخاف الله ..
فمن ألوم ..؟!ا
وترك مصحفي الصغير بالتابلو ..
وسجادة صلاة في الشنطة ..
هل أراد رب العالمين أن يربت علي قلبي؟
هل أراد عز وجل أن يوحي إليّ أنه هكذا سترجعين إليّ؟
ليس معك من الدنيا شئ إلا قرآنك وصلاتك (أعمالك) لأنها هي الباقية؟
هل أراد أن يعلمني ألا أتعلق بالأشياء أكثر من اللازم لأنها -ولابد- زائلة؟
وبدأ يعود الدفء الداخلي من جديد .. لكنه لم يكتمل بعد .. فمن ألوم؟!ا
أمام الله الحكم العدل رفعت دعواي .. فحسبي الله ونعم الوكيل
...